عنوان: شهيد السلاطنية: تقصير من السلط أم خيانة أسرية؟
حلقة الوصل : شهيد السلاطنية: تقصير من السلط أم خيانة أسرية؟
شهيد السلاطنية: تقصير من السلط أم خيانة أسرية؟
في نفس المكان وبنفس الطريقة، يعيد التاريخ نفسه، مع عائلة السلطاني، فبعد أقل من سنتين من فقدانها فلذة كبدها «مبروك» أو بريّك» كما يحلو لها منادته، جلست زعرة الغربالي امام منزلها المتواضع باكية حظها لكن هذه المرة زعرة لا تبكي «بريّك»، بل تبكي خليفة الذي اغتالته يد الارهاب بنفس بشاعة سيناريو اغتيال شقيقه مبروك.
في نوفمبر 2015، نفذ تنظيم داعش حكم الاعدام ذبحا في حق مبروك السلطاني ابن ال16 خريفا، وذلك بعد ان وجه له تهمة التخابر مع الجهات الامنية والعسكرية، حيث فصل بعض المنتمين الى هذا التنظيم الارهابي رأس مبروك عن جسده، ثم وضعوا الرأس في كيس، وطلبوا من ابن عمه، أخذه إلى أسرته، وبعد عامين من تلك الحادثة استفاق دوار السلاطنية يوم 3 جوان على خبر صاعق اعاد الى الذاكرة حادثة لم تندمل جراحها بعد، خبر استهداف شقيق مبروك خليفة البالغ من العمر 33 سنة بنفس الطريقة .
خليفة السلطاني عاد منذ ايام من مدينة صفاقس حيث يشتغل هناك كعامل بناء ، بهدف قضاء عطلته الرمضانية الى جانب والدته بدوار السلاطنية، لكن العناصر الارهابية كانت الأسبق اليه ولم تمنحه فرصة توديع والدته الملتاعة، كان خليفة يرعى اغنامه، صحبة احد افراد اقاربه، حين حاصرتهما 4 عناصر ارهابية، كانت على علم بكون خليفة هو شقيق مبروك السلطاني رغم انكار الاخير لهذه المسألة، لكن وحسب ما صرح به الشاهد فان المجموعة الارهابية اكدت لخليفة انها تابعت احد تدخلاته التلفزية وتوعده لهم، وماهي الا لحظات حتى تم اقتداء خليفة الى سفح جبل المغيلة في حين تم اطلاق سراح ابن عمه.
وحسب المعلومات المتوفرة من جهات أمنية فان الكتيبة التي قامت باختطاف خليفة وذبحه هي كتيبة مجاهدي جند القيروان التي يقودها ارهابي جزائري، مع العلم أن ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي تبنى عملية اغتيال الشهيد خليفة السلطاني، وذلك في بيان نشرته وكالة أعماق الذراع الإعلامي للتنظيم الإرهابي على موقع ‘تويتر».’
وفي حدود الساعة الواحدة من ظهر يوم السبت 3 جوان تم العثور على الرّاعي خليفة السّلطاني جثّة هامدة، وحسب ما ذكرته مصادر طبية فان جثة الشهيد خليفة السلطاني وصلت إلى المستشفى في وضع سيئ للغاية، حيث كان مذبوحا من الوريد إلى الوريد كما أنه مصاب بطلقات رصاص في جسده وتبدو عليه آثار العنف الشديد.
حادث خلف اضافة الى اللوعة والأسى نقاط استفهام كثيرة، فهل كان خليفة السلطاني ضحية تقصير من الحكومة والدولة التي سبق وان وعدت العائلة بتوفير الحماية وهنا نستحضر أن رئيس الجمهورية كان قد استقبل عائلة السلطاني يوم 17 نوفمبر 2015 بقصر قرطاج خليفة السلطاني، واقر الباجي قائد السبسي انذاك جملة من المساعدات العاجلة لفائدة عائلة الشهيد ومحيطه الأسري وكلّف مستشاريه بالمتابعة الفورية والإحاطة المعنوية والمادية للقاطنين بالجهة فضلا على الدعوة للشروع الفعلي في توفير ضروريات الحياة الكريمة للمنطقة الريفية المعنية وذلك بالتنسيق مع المصالح الحكومية المركزية والجهوية،
أم ان ما تعرض اليه خليفة سببه تقصير امني وعسكري، حيث ان الدوار يقع على مقربة من جبل المغيلة الذي يعتبر منطقة عسكرية مغلقة، يحجر دخولها، من جهة اخرى يتحدث البعض عن تقصير اعلامي بتعريض عائلة السلطاني الى الخطر بعرض تصريحاتها في البرامح التلفزية ، وبطبيعة الحال لا ننسى الحديث عن الخيانة الاسرية حيث اتهمت زعرة السلطاني والدة الشهيد خليفة السلطاني أقارب ابنها ببيعه للإرهابيين مقابل مبالغ مادية.
وأضافت أن ابنها كان يعمل في صفاقس وعاد مؤخرا لدوّار السلاطنية لمساعدتها خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن بعض أقاربه الذين يسكنون في الحي نفسه تواطئوا مع الإرهابيين ضده..
وقالت زعرة السلطاني إن مرافق الشهيد، هو من طلب منه الصعود إلى سفح الجبل لرعي الأغنام، كما أنه تركه وحيدا في مواجهة الإرهابيين، رغم أنه طلب منه المساعدة، وفق تعبيرها، مستنكرة استهداف أبنائها دون سواهما.
عدنان الحاجي: بعض المناطق تحولت الى مقاطعات للعناصر الارهابية
في تصريح لاخبار الجمهورية اكد النائب بمجلس نواب الشعب عدنان الحاجي، ان التقصير الأمني في حادثة السلاطنية امر مفروغ منه، اما بالنسبة الى التقصير الحكومي فذكر أنه التقى بوزير الشؤون الاجتماعية وتحدث معه حول هذا الموضوع، مشيرا الى أن الوزير اكد له أن الحكومة اقترحت على العائلة تغيير محل سكنها نظرا الى خطورته لكن العائلة رفضت ذلك، موضحا ان الوزير اتهم ابن عم الشهيد بطريقة مباشرة بالاطاحة بقريبه وتسليمه الى العناصر الارهابية .
ولم يستبعد محدثنا أن ما تعرض اليه الشهيد خليفة السلطاني نتيجة تآمر من بعض اقاربه، مبينا ان هذه الاخلالات لا تنفي دور الدولة والجهات الامنية في توفير الحماية الى تلك المناطق خاصة وانها مناطق عرفت بخطورة وبكونها بؤر للارهابيين.
وعبر محدثنا عن استغرابه من تمكن هذه العناصر الارهابية من السيطرة على مناطق محددة وكأن تلك الجبال عبارة عن مقاطعات تقع تحت سيطرتهم وتساءل عن السر وراء عدم القاء القبض على هذه العناصر ودكهم في السجن وتمشيط تلك الجبال بالكامل مبينا ان ما يحصل مثير للريبة، ويخلف نقاط استفهام حول جاهزية المؤسستين العسكرية والامنية للتصدي للارهاب.
علي زرمديني: هذه الجهات تتحمل المسؤولية
أما الخبير الأمني العميد علي زرمديني، فصرح لاخبار الجمهورية، أن مثل هذه العمليات الارهابية تحصل في كل مكان وفي كل الدول، وانه لا يوجد أي شخص اليوم في مختلف ارجاء العالم بمنآى عن هذه العمليات باعتبار ان الارهاب جبان ويلتجأ الى الحلقة الأضعف لضربها، كما أنه يعتمد على عنصر المباغتة والمفاجأة مبينا أن مثل هذه العمليات لا يمكن ان تحدث لولا عنصر الاسناد والدعم باشكال مختلفة على حد تعبيره، موضحا أن هناك اليوم من يساعد المجموعات الارهابية يوفر لها الدعم اما خوفا من التهديدات او طمعا في بعض المال، وذكر علي الزرمديني أن هذه التعلات لا تمنع ان يكون هناك عمل امني يستبق مثل هذه الاحداث .
وذكر العميد علي زرمديني أن ما جد مؤخرا بدوار السلاطنية تتحمل مسؤوليته او جزء من المسؤولية المؤسستين الامنية والعسكرية حيث كانت هذه المؤسسات مطالبة بالعمل الاستباقي والاستخباراتي لتفادي هذه الاحداث.
كما حمل محدثنا المسؤولية الى المواطنين الذي لم يقتنعوا بترك ارضهم رغم اعلان تلك المناطق مناطق عسكرية مغلقة، وختم محدثنا كلامه بقوله ان المسؤولية الاكبر تقع على عاتق الدولة.
ياسين ابراهيم: ردّ مزلزل يكون في مستوى الحدث الشنيع
اما رئيس حزب افاق تونس ياسين ابراهيم فاكد على ضرورة توفير الحماية اللازمة و المتأكدة لمتساكني المناطق المتاخمة لبؤر الإرهاب بإعتبارهم الخط الأول لمقاومته و المعرّضين الأولين لغدره و دمويّته و توفير الرعاية الضروريّة لعائلة الشهيدين، ودعا الى الاسراع بتوفير التنمية الىهذه المناطق دعما لإستقرار المواطنين و إنتصارًا على الإرهاب بإرادة الحياة، وطالب رئيس افاق تونس بردّ مزلزل يكون في مستوى الحدث الشنيع
وعود الحكومة …. هل تتحقق؟
ختاما نشير الى أن كاتب الدولة لأملاك الدولة والشؤون العقارية مبروك كرشيد اكد على ضرورة توفير الأمن والحماية اللازمة لمنطقة السلاطنية وجميع المناطق القريبة من أماكن تواجد الإرهابيين، في أقرب وقت، مضيفا أن الدولة ستوفر كل الضروريات لعائلة الشهيد على غرار السكن، فهي قدمت شهيدين للوطن، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن عائلة الشهيد ستتنقل إلى العاصمة لحضور اجتماع مع وفد من الوزراء حول مسألة توفير الأمن والحماية لهم.
من جانبه قال وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سمير الطيب، إنه سيتم الاجتماع بعائلة الشهيد ووفد من دوّار السلاطنية الأسبوع المقبل، لطرح جميع اشكاليتهم ومطالبهم ومناقشتها لإيجاد حلول جذرية لها..
أفاد رئيس الحكومة يوسف الشاهد صباح اليوم أن تصفية الشهيد خليفة السلطاني تؤكد أن الحرب على الإرهاب مازالت متواصلة رغم النجاحات الكبرى التي حققتها تونس في مكافحة هذه الآفة
اما رئيس الحكومة يوسف الشاهد فذكر ان عائلة الشهيد خليفة السلطاني في كفالة الدولة التونسية وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية هذه العائلة التي قدمت شهيدين للوطن.
كما اعطى يوسف الشاهد الاوامر للقوات المسلحة بالرد الفوري و الانتقام العاجل من العناصر الارهابية، كما وضعت رئاسة الحكومة كل الامكانيات المادية و اللوجستية على ذمة الجيش و الامن لتعقب العناصر الارهابية التي ارتكبت هذه الجريمة النكراء
فهل تتحقق وعود حكومة الشاهد أم ننتظر شهيدا آخر من السلاطنية حتى تنفّذ الحكومة وعودها الى هذه عائلة السلطاني وبقية العائلات التي تعيش بين سندان الفقر والتهميش ومطرقة الارهاب والذبح؟
سناء الماجري
المصدر: الجمهورية
وهكذا المادة شهيد السلاطنية: تقصير من السلط أم خيانة أسرية؟
كنت تقرأ الآن المقال شهيد السلاطنية: تقصير من السلط أم خيانة أسرية؟ عنوان الرابط https://news--com.blogspot.com/2017/06/blog-post_606.html
0 Response to "شهيد السلاطنية: تقصير من السلط أم خيانة أسرية؟"
إرسال تعليق