عنوان: من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر.
حلقة الوصل : من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر.
من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر.
بقلم : سعيد زروال.
عزيزي كوهلر ..
اولاً اهنئكم بعد تعيينكم مبعوثا خاصا للصحراء الغربية، لكني لن أتمنى لكم التوفيق في مهامكم، لأن ذلك ضرباً من المستحيل في قضية إستعصى حلها على كل المبعوثين الذين سبقوكم الى هذه المهمة الجد صعبة، منهم وزير الخارجية الامريكي الاسبق، جيمس بيكر وسلفكم كريستوفير روس، وقد تتساءل لماذا يستحيل التوصل لحل للقضية الصحراوية منذ أكثر من 26 بعد وقف اطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية؟
الجواب ببساطة هو أن من ستلتقي بهم من مسؤولين رسميين في الرباط أو بمخيمات اللاجئين الصحراويين أو الجزائر و نواقشوط و مدريد غير متسرعين في إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، لأنهم غير متضررين من الانتظار القاتل الذي يدفع ثمنه الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة أو بمخيمات اللاجئين الصحراويين، ولا يهمهم حتى إن استمرت القضية لثلاثة قرون قادمة، لذلك أنصحك بأن لا تتعب نفسك في الذهاب في جولة لبلدان المنطقة للإطلاع على مواقف مختلف الاطراف، لانها نفس المواقف المتجمدة منذ 26 سنة ، فالمغرب مصر على احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية ويحاول في السنوات الاخيرة تقديم مقترح الحكم الذاتي المرفوض من الصحراويين كحل وحيد للنزاع ، و قيادة جبهة البوليساريو مجبرة على الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال لكنها عاجزة عن القيام بأي مبادرة لإخراج القضية الصحراوية من جمودها، أما الاطراف المراقبة فتكتفي بالتفرج على معاناة الشعب الصحراوي دون ان تقدم اي مساعدة من شأنها ايجاد حل للقضية الصحراوية، بينما تمارس اسبانيا سياسة متذبذبة يطغى عليها النفاق السياسي فتارة مع المغرب وأخرى مع الشعب الصحراوي دون ان تلعب دورها المحوري باعتبارها القوة الادارية للصحراء الغربية، يحدث هذا في الوقت الذي تحول فيه اسم الامم المتحدة في نطرنا الى اسم مرادف للكذب على الشعوب والتلاعب بمصيرها.
السيد كوهلر ..
حتى لا تتعب نفسك في زيارة المناطق الصحراوية المحتلة التي قد تمنع من زيارتها بكل بساطة من قبل المغرب كما فعل مع سلفكم روس، انصحك بالاطلاع على تقارير المنظمات الحقوقية الدولية كهيومن رايت ووتش، وامنسيتي انترناشيونال، للاطلاع على الاوضاع في تلك المناطق وما تعيشة من حصار عسكري و إعلامي لا يختلف عما كانت تعيشه المناطق الخاضعة للاحتلال النازي زمن الحرب العالمية الثانية.
اما عن عن طبيعة الحياة في مخيمات اللاجئين الصحراويين فساتحدث لك عنها باعتباري من مواليد مخيمات اللاجئين واتواجد حاليا في السويد، فالحياة في مخيماتنا لا تختلف كثيرأ عن مخيمات اللاجئين الالمان في بولندا، فرغم الكرم وحسن الضيافة الذي استقبلت به الجزائر اللاجئين الصحراويين على اراضيها، الا ان اللاجيء ومهما وجد من إهتمام وترحيب يبقى في النهاية لاجيء أي أنه أدنى من أن يصل الى مستوى مواطن بأي دولة مستقلة، وربما أوضاع اللاجئين الالمان في بولندا حيث كنت تعيش في بداية حياتك، كانت افضل بكثير من أوضاع اللاجئين الصحراويين، لان درجة الحرارة ببولندا لا تصل الى نصف ما تصل اليه درجة الحرارة بصحراء تندوف الجزائرية حيث تتواجد مخيمات اللاجئين الصحراويين، فتخيل معي كيف يستطيع الانسان العيش في درجة حرارة تقارب الـ 50 درجة مئوية وبلا مكيف هوائي، صحيح انها ظروف صعبة لكن الصحراويين استطاعوا التكيف معها من أجل الوصول الى هدفهم في بناء دولة مستقلة عاصمتها العيون ، لكن للاسف تحول هذا الحلم في السنوات الاخيرة الى كابوس بفعل العراقيل المغربية لمشروع التسوية الاممي في ظل عجز المنتظم الدولي عن الضغط على المغرب لاحترام مواثيق الامم المتحدة خاصة قرارات مجلس الامن الدولي.
و لا داعي لتذكيرك ان اللاجئين الصحراويين هم من بين اقدم اللاجئين في العالم ومن أقلهم استقبالا للمساعدات الدولية، وهذه المساعدات لا تكفي سوى 50 في المائة من احتياجات اللاجئين الضرورية، كما سجلت المنظمات الدولية حسب الهلال الاحمر الصحراوي ارتفاع عدد المصابين بأمراض سوء التغذية وفقر الدم التي تصل نسبتها لدى الأطفال والنساء الحوامل الى 56 بالمائة، كما سجلت نفس المنظمات “قلقها” من زيادة الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم وعدم توفر الأدوية بالشكل الكافي والنقص الكبير في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة. اما المياه فيتم توزيعها في صهاريج غير كافية لتغطية حاجيات السكان من هذه المادة الحيوية، والشبكة الكهربائية لم تعرفها أغلب المخيمات إلا في السنوات الاخيرة و لازال مخيم ولاية لعيون حيث تقيم عائلتي خارج مجال التغطية الكهربائية.
عزيزي كوهلر ..
ربما ستمضي أيامك كمبعوث شخصي للامين العام للصحراء الغربية بين فنادق الخمسة نجوم أو إقامات رسمية وسيتم إستقبالك في قصور رئاسية أو ملكية، أو بدار الضيافة حيث المكيفات والوجبات المميزة، وستحصل بعد إنتهاء مهامك على راتب تقاعدي مريح بالعملة الصعبة من الهيئة الاممية، لكن لا تنسى ان هناك الكثير من الابرياء ممن يعولون على نتائج وساطتك في هذه القضية، لذلك ادعوك الى كسر روتين الزيارات الرسمية وان تمضي يوم واحد فقط من حياتك مع اللاجئين الصحراويين في فصل الصيف بعيداً عن الإقامات المكيفة حينها ستفهم جيداً معنى رسالتي.
وفي الاخير اطلب منك بعد عجزك المنتظر عن إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية إلى تقديم استقالتك قبل شهر أبريل من العام القادم ، لانه لاداعي لتضييع المزيد من الوقت الذي يدفع ثمنه الشعب الصحراوي في مسرحية مملة يتغير فيها الامناء العامون للأمم المتحدة ومبعوثيهم الشخصيين، أما الثابت الوحيد فهو من يدفع ثمن الانتظار القاتل وهو باختصار المواطن الصحراوي البسيط.
تقبل تحيات / مواطن صحراوي بسيط من مواليد مخيمات اللاجئين الصحراويين.
ملاحظة : تم ارسال نسخة باللغة الانجليزية من هذه الرسالة إلى العنوان الرسمي للسيد هورست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام الاممي للصحراء الغربية..
وهكذا المادة من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر.
هذا هو كل المقالات من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر. هذه المرة، ونأمل أن توفر فوائد لكم جميعا. حسنا، أراك في وظيفة أخرى المقال.
كنت تقرأ الآن المقال من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر. عنوان الرابط https://news--com.blogspot.com/2017/06/blog-post_167.html
0 Response to "من لاجيء صحراوي، الى اللاجيء السابق والمبعوث الاممي هورست كوهلر."
إرسال تعليق